السعودية تعزز أمن الملاحة الجوية وتستوعب نمو الرحلات إقليميًا

المؤلف: «عكاظ» (جدة)09.26.2025
السعودية تعزز أمن الملاحة الجوية وتستوعب نمو الرحلات إقليميًا

في خضم الأحداث العصيبة الأخيرة التي شهدتها المنطقة، أظهرت المملكة العربية السعودية إدراكًا عميقًا لأهمية استقرار حركة الطيران، فبادرت بفتح مجالها الجوي الرحب، مؤكدة بذلك دورها المحوري في الحفاظ على انسيابية المسارات الجوية وتيسير حركة الطائرات.

وقد سخّرت المملكة كافة مواردها البشرية والمادية، وأبدت استعدادًا تامًا لاستيعاب الزيادة الهائلة في عدد الرحلات العابرة لأجوائها. وبرهنت الأرقام على هذا الاستعداد، حيث سجلت الأجواء السعودية عبور ما يزيد على 1,330 رحلة يوميًا في المتوسط، وهو ما يمثل نموًا ملحوظًا يتجاوز 95% مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الأزمة. وقد أُديرت هذه الحركة الجوية الكثيفة بكفاءة عالية، وبأمان تام، بفضل التجهيزات التقنية المتطورة والإجراءات الأمنية المحكمة التي طبقتها المملكة، مع الالتزام الصارم بمعايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) لتسهيل حركة الطائرات.

وخلال فترة التوترات، بذلت الهيئة العامة للطيران المدني (GACA) جهودًا مضنية لفتح مسارات جوية إضافية، بهدف استيعاب الضغط الكبير على الأجواء السعودية. وقامت الهيئة بتعزيز سعة المجال الجوي، واختصار زمن الرحلات، من خلال تطبيق إجراءات وأنظمة ملاحية متقدمة تضمن حماية أجواء المملكة والحفاظ على سلامة حركة الطائرات.

وشهدت الأجواء السعودية عبور أكثر من 220 ناقلًا جويًا خلال تلك الفترة، مما استلزم تفعيل إجراءات توسعة المجال الجوي السعودي التي كانت مُعدة مسبقًا. وفي الوقت نفسه، جرى تطبيق إجراءات أمنية دقيقة في المطارات والمجال الجوي، مع توظيف القدرات المتقدمة لأنظمة المراقبة الجوية والبنية التقنية المعنية بها. وإضافة إلى ذلك، فُعلت خطط المخاطر التي كانت مُعدة مسبقًا، الأمر الذي عزز سرعة التعامل مع الأزمة وضمان استمرارية الملاحة الجوية بأعلى معايير السلامة.

وقد جرى دعم فرق إدارة الأزمات بتقنيات متطورة لتسريع تحليل ومعالجة البيانات بشكل فوري، وتقديم الدعم اللازم للمشغلين والجهات المعنية محليًا وإقليميًا، من خلال تزويدهم بالبيانات اللازمة للتخطيط الفعال والفوري في إدارة الحركة والرحلات. وبفضل الاستعدادات المسبقة، تمكنت المملكة من استيعاب الرحلات العابرة بنجاح، مما عزز مكانتها كمجال جوي آمن وموثوق للتعامل مع الرحلات الجوية ونموها المتزايد في المنطقة.

وتشتمل منظومة الملاحة الجوية في المملكة العربية السعودية على أحدث أنظمة المراقبة والاتصالات على مستوى العالم، وتعمل من خلال 20 برج مراقبة، ومركزين للمراقبة الجوية الإقليمية يضمان 15 قطاع مراقبة منطقة، و 10 مراكز اقتراب، وأكثر من 1200 جهاز ملاحة موزعة في مختلف مناطق المملكة. ويدعم هذه المنظومة جهود أكثر من 1900 موظف متخصص، من بينهم أكثر من 700 مراقب ومراقبة جوية يعملون وفقًا لأحدث المنهجيات المتقدمة والمتطورة، بما يتماشى مع رؤية المملكة لتطوير قطاع الطيران وتحويله إلى مركز تنافسي عالمي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة